خاتمة أعمال النبي النظر إلى وجه علي عليه السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعلمون أيها الأخوة والأخوات أن حسن العاقبة هي أهم شيء في حياة المؤمن
وكيف يختم حياته وبماذا يلقى الله تعالى
تعلمون أن الموت مرحلة اللقاء مع الله
وأهمية العاقبة والخاتمة تتجلى إذا علمنا أن هناك من عبد الله آلاف السنين ولكن ختم حياته بالمعصية والكفر كإبليس وبلعم بن باعورا وحمامة المسجد وغيرهم الكثير فكانت أعمالهم طيلة هذه السنوات وكل هذا الكدح هباء منثورا
وفي المقابل هناك من عصى الله سنوات كثيرة ولكن يوفق للتوبة النصوح كبشر الحافي فيمت ليس مجرد مؤمن بل من أنصار الحسين الذين لامثيل لهم كالحر بن يزيد الرياحي
إذا العاقبة والخاتمة أخطر حقيقية تقض مضجع العارفين إلهي ارزقنا حسن العاقبة ياكريم
ومن هنا تعلمون أيها الأحبة أن أحسن عاقبة وأفضل خاتمة هي للخاتم صلوات الله عليه لأنه أفضل الخلق على الإطلاق
فماهي أفضل خاتمة وأحسن عاقبة ياترى
ياحبيب الله كيف ختمت حياتك وبماذا لقيت الله وتوجهت إليه
المبهر المذهل المحير
هل مات ساجدا؟! والسجود من أفضل حالات العبد وقربه من ربه
هل مات وهو يدفع الزكاة؟
هل مات وهو يطوف حول البيت؟
هل هل هل؟
الجواب أفضل من كل هذا ماذا يارسول الله
قال اللهم لاتمتني حتى تريني وجه علي(ع) ( الرياض النضره 2\201 – الفضائل لأحمد 253)
وفي مستدرك الحاكم ... قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: النظر الى وجه علي عبادة
وفي نهج البلاغة مايفيد أن النبي صلى الله عليه وآله لم يمت الا بين نحر وصدر علي عليه السلام وهذا الموضع فيه أسرار عظيمة ومن هذا الموضع ينظر رسول الله إلى وجه علي عليه السلام إلى أن تفيض روحه فتأتي زيارة المبعث لتشرح لنا الحال(حتى فاضت نفسه صلى الله عليه وآله في كفه أي في كف علي عليه السلام واستلب بردها ومسحه على وجهه وأعانته ملائكتك على غسله وتجهيزه)
إذا نفس رسول الله في كف علي وهذا يعني أن عليا عليه السلام ملك علم رسول الله وملك أخلاقه فمسح تللك النفس الزكية على وجهه ليتلبس ويحل محل رسول الله لهذا القرآن يقول (وأنفسنا وأنفسكم)
وفي زيارة الامير يوم ميلاد النبي السلام على اسم الله الرضي ووجهه المضيء
وفي زيارته ليلة المبعث وأشهد أنك حبيب الله وبابه وأنك جنب الله ووجهه الذي منه يؤتى
إذا رسول الله صلى الله عليه وآله توجه الى الله بوجه علي عليه السلام
ماذا في وجه علي كي يتمنى حبيب الله أن لايمت حتى ينظر إليه الجواب لانه وجه الله الذي منه يؤتى
ختم عمله بالنظر إلى وجه الاسم الذي يتجلى فيه المولى سبحانه
للنظر إلى وجه علي أسرار
1_ النظر إلى وجه الله ومظهر أسمائه وصفاته
2_ التقرب إلى الله بالنظر إلى وجه المؤمن فإن النظر إلى وجهه عبادة والنظر إلى وجه العالم عبادة ولاشك ان أمير المؤمنين وباب مدينة العلم على رأس القائمة
3_ مما لاشك فيه أن حب علي عليه السلام أفضل من الصلاة والزكاة وغيرها من الأعمال لان قبول الاعمال متوقف على حب علي عليه السلام وولايته فمن كان به تقبل الاعمال كان أفضل إذ هو عمودها وركنها والنظر من رسول الله نظر محب لحبيبه فاجتمع الحب القلبي والمظهر العملي للحب المتمثل في النظر فأصبح نظر رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الأعمال وأحسن العواقب والخواتم
4_ من معاني النظر منه صلى الله عليه وآله الإفاضة فعندما تقول يارسول الله انظر الي اي افض علي من رحمتك وعلمك وعنايتك ولهذا النبي اراد من الله ان لايموت حتى يرى وجه علي من معانيها انه صلى الله عليه وآله يرى أسرار وجه علي الذي يعني الولاية فيفيضها عليه بل يفيض ليس علمه فقط بل نفسه الزكية يبذلها لأخيه عليه وهذا لعمري مقام لعلي عليه السلام أعلى من مقام الوصية والولاية
الآية الكريمة تقول ((ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يابني ان الله اصطفى لكم الدين فلا
تموتن الا وانتم مسلمون
ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل )
نعم وصى النبي المصطفى لعلي عليه السلام ولم يمت حتى سلم مواريث النبوة والامامة إليه عليه السلام ونحن نسأل من الله ان يثبتنا على ولاية علي عليه السلام وان لانموت الا ونحن مسلمون بالوحدانية لله والرسالة لمحمد صلى الله عليه وآله والولاية لعلي عليه السلام
اللهم لاتمتنا حتى نرى وجه علي عليه السلام
في قوله تعالى: ]لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة...[ (4).
س: أخرج ابن مردويه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله (لهم البشرى...) قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له (5).
ش: عنه ]الكافي[ عن أحمد بن محمد عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عز وجل (لهم البشرى...) قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه (6)
ماهي هذه الرؤيا الحسنة تبينها الروايات الاتية اترككم معها
1ـ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَا عُقْبَةُ لاَ يَقْبَلُ الله مِنَ الْعِبَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ هَذَا الأمْرَ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَمَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ أَنْ يَرَى مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ إِلاَّ أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ إِلَى هَذِهِ ثُمَّ أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى الْوَرِيدِ ثُمَّ اتَّكَأَ وَكَانَ مَعِيَ الْمُعَلَّى فَغَمَزَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ الله فَإِذَا بَلَغَتْ نَفْسُهُ هَذِهِ أَيَّ شَيْءٍ يَرَى فَقُلْتُ لَهُ بِضْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً أَيَّ شَيْءٍ فَقَالَ فِي كُلِّهَا يَرَى وَلاَ يَزِيدُ عَلَيْهَا ثُمَّ جَلَسَ فِي آخِرِهَا فَقَالَ يَا عُقْبَةُ فَقُلْتُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَقَالَ أَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تَعْلَمَ فَقُلْتُ نَعَمْ يَا ابْنَ رَسُولِ الله إِنَّمَا دِينِي مَعَ دِينِكَ فَإِذَا ذَهَبَ دِينِي كَانَ ذَلِكَ كَيْفَ لِي بِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ الله كُلَّ سَاعَةٍ وَبَكَيْتُ فَرَقَّ لِي فَقَالَ يَرَاهُمَا وَالله فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ هُمَا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَا عُقْبَةُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ أَبَداً حَتَّى تَرَاهُمَا قُلْتُ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمَا الْمُؤْمِنُ أَ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا فَقَالَ لاَ يَمْضِي أَمَامَهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمَا مَضَى أَمَامَهُ فَقُلْتُ لَهُ يَقُولاَنِ شَيْئاً قَالَ نَعَمْ يَدْخُلاَنِ جَمِيعاً عَلَى الْمُؤْمِنِ فَيَجْلِسُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) عِنْدَ رَأْسِهِ وَعَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَيُكِبُّ عَلَيْهِ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَيَقُولُ يَا وَلِيَّ الله أَبْشِرْ أَنَا رَسُولُ الله إِنِّي خَيْرٌ لَكَ مِمَّا تَرَكْتَ مِنَ الدُّنْيَا ثُمَّ يَنْهَضُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَيَقُومُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) حَتَّى يُكِبَّ عَلَيْهِ فَيَقُولُ يَا وَلِيَّ الله أَبْشِرْ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي كُنْتَ تُحِبُّهُ أَمَا لأَنْفَعَنَّكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا فِي كِتَابِ الله عَزَّ وَجَلَّ قُلْتُ أَيْنَ جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ هَذَا مِنْ كِتَابِ الله قَالَ فِي يُونُسَ قَوْلُ الله عَزَّ وَجَلَّ هَاهُنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ الله ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
2ـ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) إِذَا حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلاَمِ أَتَاهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَمَنْ شَاءَ الله فَجَلَسَ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) أَمَّا مَا كُنْتَ تَرْجُو فَهُوَ ذَا أَمَامَكَ وَأَمَّا مَا كُنْتَ تَخَافُ مِنْهُ فَقَدْ أَمِنْتَ مِنْهُ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَقُولُ هَذَا مَنْزِلُكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَإِنْ شِئْتَ رَدَدْنَاكَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَكَ فِيهَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ فَيَقُولُ لاَ حَاجَةَ لِي فِي الدُّنْيَا فَعِنْدَ ذَلِكَ يَبْيَضُّ لَوْنُهُ وَيَرْشَحُ جَبِينُهُ وَتَقَلَّصُ شَفَتَاهُ وَتَنْتَشِرُ مَنْخِرَاهُ وَتَدْمَعُ عَيْنُهُ الْيُسْرَى فَأَيَّ هَذِهِ الْعَلاَمَاتِ رَأَيْتَ فَاكْتَفِ بِهَا فَإِذَا خَرَجَتِ النَّفْسُ مِنَ الْجَسَدِ فَيُعْرَضُ عَلَيْهَا كَمَا عُرِضَ عَلَيْهِ وَهِيَ فِي الْجَسَدِ فَتَخْتَارُ الآخِرَةَ فَتُغَسِّلُهُ فِيمَنْ يُغَسِّلُهُ وَتُقَلِّبُهُ فِيمَنْ يُقَلِّبُهُ فَإِذَا أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ وَوُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ خَرَجَتْ رُوحُهُ تَمْشِي بَيْنَ أَيْدِي الْقَوْمِ قُدُماً وَتَلْقَاهُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَيُبَشِّرُونَهُ بِمَا أَعَدَّ الله لَهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنَ النَّعِيمِ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ رُدَّ إِلَيْهِ الرُّوحُ إِلَى وَرِكَيْهِ ثُمَّ يُسْأَلُ عَمَّا يَعْلَمُ فَإِذَا جَاءَ بِمَا يَعْلَمُ فُتِحَ لَهُ ذَلِكَ الْبَابُ الَّذِي أَرَاهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ نُورِهَا وَضَوْئِهَا وَبَرْدِهَا وَطِيبِ رِيحِهَا قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَيْنَ ضَغْطَةُ الْقَبْرِ فَقَالَ هَيْهَاتَ مَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْهَا شَيْءٌ وَالله إِنَّ هَذِهِ الأرْضَ لَتَفْتَخِرُ عَلَى هَذِهِ فَيَقُولُ وَطِىَ عَلَى ظَهْرِي مُؤْمِنٌ وَلَمْ يَطَأْ عَلَى ظَهْرِكِ مُؤْمِنٌ وَتَقُولُ لَهُ الأرْضُ وَالله لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّكَ وَأَنْتَ تَمْشِي عَلَى ظَهْرِي فَأَمَّا إِذَا وُلِّيتُكَ فَسَتَعْلَمُ مَا ذَا أَصْنَعُ بِكَ فَتَفْسَحُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ.
3ـ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ حَضَرَ أَحَدَ ابْنَيْ سَابُورَ وَكَانَ لَهُمَا فَضْلٌ وَوَرَعٌ وَإِخْبَاتٌ فَمَرِضَ أَحَدُهُمَا وَمَا أَحْسَبُهُ إِلاَّ زَكَرِيَّا بْنَ سَابُورَ قَالَ فَحَضَرْتُهُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَبَسَطَ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ ابْيَضَّتْ يَدِي يَا عَلِيُّ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) وَعِنْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ فَلَمَّا قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ ظَنَنْتُ أَنَّ مُحَمَّداً يُخْبِرُهُ بِخَبَرِ الرَّجُلِ فَأَتْبَعَنِي بِرَسُولٍ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي حَضَرْتَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ أَيَّ شَيْءٍ سَمِعْتَهُ يَقُولُ قَالَ قُلْتُ بَسَطَ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ ابْيَضَّتْ يَدِي يَا عَلِيُّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) وَالله رَآهُ وَالله رَآهُ وَالله رَآهُ.
4ـ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ مِنْكُمْ وَالله يُقْبَلُ وَلَكُمْ وَالله يُغْفَرُ إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ أَنْ يَغْتَبِطَ وَيَرَى السُّرُورَ وَقُرَّةَ الْعَيْنِ إِلاَّ أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَاهُنَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ وَاحْتُضِرَ حَضَرَهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) وَجَبْرَئِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَدْنُو مِنْهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَقُولُ يَا رَسُولَ الله إِنَّ هَذَا كَانَ يُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَأَحِبَّهُ وَيَقُولُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) يَا جَبْرَئِيلُ إِنَّ هَذَا كَانَ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ فَأَحِبَّهُ وَيَقُولُ جَبْرَئِيلُ لِمَلَكِ الْمَوْتِ إِنَّ هَذَا كَانَ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ فَأَحِبَّهُ وَارْفُقْ بِهِ فَيَدْنُو مِنْهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ الله أَخَذْتَ فَكَاكَ رَقَبَتِكَ أَخَذْتَ أَمَانَ بَرَاءَتِكَ تَمَسَّكْتَ بِالْعِصْمَةِ الْكُبْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ فَيُوَفِّقُهُ الله عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ وَمَا ذَلِكَ فَيَقُولُ وَلاَيَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَقُولُ صَدَقْتَ أَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَحْذَرُهُ فَقَدْ آمَنَكَ الله مِنْهُ وَأَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَرْجُوهُ فَقَدْ أَدْرَكْتَهُ أَبْشِرْ بِالسَّلَفِ الصَّالِحِ مُرَافَقَةِ رَسُولِ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ (عَلَيْهِا الْسَّلام) ثُمَّ يَسُلُّ نَفْسَهُ سَلاًّ رَفِيقاً ثُمَّ يَنْزِلُ بِكَفَنِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَحَنُوطِهِ مِنَ الْجَنَّةِ بِمِسْكٍ أَذْفَرَ فَيُكَفَّنُ بِذَلِكَ الْكَفَنِ وَيُحَنَّطُ بِذَلِكَ الْحَنُوطِ ثُمَّ يُكْسَى حُلَّةً صَفْرَاءَ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ رَوْحِهَا وَرَيْحَانِهَا ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ عَنْ أَمَامِهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ عَلَى فِرَاشِهَا أَبْشِرْ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَجَنَّةِ نَعِيمٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ثُمَّ يَزُورُ آلَ مُحَمَّدٍ فِي جِنَانِ رَضْوَى فَيَأْكُلُ مَعَهُمْ مِنْ طَعَامِهِمْ وَيَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِمْ وَيَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَهُمُ الله فَأَقْبَلُوا مَعَهُ يُلَبُّونَ زُمَراً زُمَراً فَعِنْدَ ذَلِكَ يَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ وَيَضْمَحِلُّ الْمُحِلُّونَ وَقَلِيلٌ مَا يَكُونُونَ هَلَكَتِ الْمَحَاضِيرُ وَنَجَا الْمُقَرَّبُونَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) أَنْتَ أَخِي وَمِيعَادُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَادِي السَّلاَمِ قَالَ وَإِذَا احْتُضِرَ الْكَافِرُ حَضَرَهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) وَجَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِم الْسَّلام) وَمَلَكُ الْمَوْتِ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَدْنُو مِنْهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَقُولُ يَا رَسُولَ الله إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَأَبْغِضْهُ وَيَقُولُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) يَا جَبْرَئِيلُ إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُ الله وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ فَأَبْغِضْهُ فَيَقُولُ جَبْرَئِيلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُ الله وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ فَأَبْغِضْهُ وَاعْنُفْ عَلَيْهِ فَيَدْنُو مِنْهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ الله أَخَذْتَ فَكَاكَ رِهَانِكَ أَخَذْتَ أَمَانَ بَرَاءَتِكَ تَمَسَّكْتَ بِالْعِصْمَةِ الْكُبْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ لاَ فَيَقُولُ أَبْشِرْ يَا عَدُوَّ الله بِسَخَطِ الله عَزَّ وَجَلَّ وَعَذَابِهِ وَالنَّارِ أَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَحْذَرُهُ فَقَدْ نَزَلَ بِكَ ثُمَّ يَسُلُّ نَفْسَهُ سَلاًّ عَنِيفاً ثُمَّ يُوَكِّلُ بِرُوحِهِ ثَلاَثَمِائَةِ شَيْطَانٍ كُلُّهُمْ يَبْزُقُ فِي وَجْهِهِ وَيَتَأَذَّى بِرُوحِهِ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ قَيْحِهَا وَلَهَبِهَا.
5ـ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ الْسَّلام) حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ مِيثَمٍ عَنْ عَبَايَةَ الأسَدِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ وَالله لاَ يُبْغِضُنِي عَبْدٌ أَبَداً يَمُوتُ عَلَى بُغْضِي إِلاَّ رَآنِي عِنْدَ مَوْتِهِ حَيْثُ يَكْرَهُ وَلاَ يُحِبُّنِي عَبْدٌ أَبَداً فَيَمُوتُ عَلَى حُبِّي إِلاَّ رَآنِي عِنْدَ مَوْتِهِ حَيْثُ يُحِبُّ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ الْسَّلام) نَعَمْ وَرَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) بِالْيَمِينِ.
6ـ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَابُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ فِي الْمَيِّتِ تَدْمَعُ عَيْنُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ ذَلِكَ عِنْدَ مُعَايَنَةِ رَسُولِ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَيَرَى مَا يَسُرُّهُ ثُمَّ قَالَ أَ مَا تَرَى الرَّجُلَ يَرَى مَا يَسُرُّهُ وَمَا يُحِبُّ فَتَدْمَعُ عَيْنُهُ لِذَلِكَ وَيَضْحَكُ.
7ـ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ جُذَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ النَّفْسَ إِذَا وَقَعَتْ فِي الْحَلْقِ أَتَاهُ مَلَكٌ فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا أَوْ يَا فُلاَنُ أَمَّا مَا كُنْتَ تَرْجُو فَأْيَسْ مِنْهُ وَهُوَ الرُّجُوعُ إِلَى الدُّنْيَا وَأَمَّا مَا كُنْتَ تَخَافُ فَقَدْ أَمِنْتَ مِنْهُ.
8ـ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عُقْبَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا وَقَعَتْ نَفْسُهُ فِي صَدْرِهِ يَرَى قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَمَا يَرَى قَالَ يَرَى رَسُولَ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ الله أَنَا رَسُولُ الله أَبْشِرْ ثُمَّ يَرَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَقُولُ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي كُنْتَ تُحِبُّهُ تُحِبُّ أَنْ أَنْفَعَكَ الْيَوْمَ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَ يَكُونُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَرَى هَذَا ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا قَالَ قَالَ لاَ إِذَا رَأَى هَذَا أَبَداً مَاتَ وَأَعْظَمَ ذَلِكَ قَالَ وَذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ قَوْلُ الله عَزَّ وَجَلَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ الله.
9ـ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ كَانَ خَطَّابٌ الْجُهَنِيُّ خَلِيطاً لَنَا وَكَانَ شَدِيدَ النَّصْبِ لآِلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِم الْسَّلام) وَكَانَ يَصْحَبُ نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّةَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ أَعُودُهُ لِلْخُلْطَةِ وَالتَّقِيَّةِ فَإِذَا هُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ فِي حَدِّ الْمَوْتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ مَا لِي وَلَكَ يَا عَلِيُّ فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) رَآهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ رَآهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
10ـ سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَوَّاضٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُ أَحَدِكُمْ هَذِهِ قِيلَ لَهُ أَمَّا مَا كُنْتَ تَحْذَرُ مِنْ هَمِّ الدُّنْيَا وَحُزْنِهَا فَقَدْ أَمِنْتَ مِنْهُ وَيُقَالُ لَهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) وَفَاطِمَةُ (عَلَيْهِا الْسَّلام) أَمَامَكَ.
11ـ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ إِنَّ آيَةَ الْمُؤْمِنِ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ يَبْيَاضُّ وَجْهُهُ أَشَدَّ مِنْ بَيَاضِ لَوْنِهِ وَيَرْشَحُ جَبِينُهُ وَيَسِيلُ مِنْ عَيْنَيْهِ كَهَيْئَةِ الدُّمُوعِ فَيَكُونُ ذَلِكَ خُرُوجَ نَفْسِهِ وَإِنَّ الْكَافِرَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ سَلاًّ مِنْ شِدْقِهِ كَزَبَدِ الْبَعِيرِ أَوْ كَمَا تَخْرُجُ نَفْسُ الْبَعِيرِ.
12ـ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ الله مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله أَحَبَّ الله لِقَاءَهُ وَمَنْ أَبْغَضَ لِقَاءَ الله أَبْغَضَ الله لِقَاءَهُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَوَ الله إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ فَقَالَ لَيْسَ ذَلِكَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا ذَلِكَ عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَقَدَّمَ وَالله تَعَالَى يُحِبُّ لِقَاءَهُ وَهُوَ يُحِبُّ لِقَاءَ الله حِينَئِذٍ وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنْ لِقَاءِ الله وَالله يُبْغِضُ لِقَاءَهُ.
13ـ أَبُو عَلِيٍّ الأشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي الْمُسْتَهِلِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ بَعْضِ شِيعَتِكَ وَمَوَالِيكَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِيكَ قَالَ وَمَا هُوَ قُلْتُ زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ أَغْبَطُ مَا يَكُونُ امْرُؤٌ بِمَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِذَا كَانَتِ النَّفْسُ فِي هَذِهِ فَقَالَ نَعَمْ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَتَاهُ نَبِيُّ الله وَأَتَاهُ عَلِيٌّ وَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ وَأَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَقُولُ ذَلِكَ الْمَلَكُ لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَا عَلِيُّ إِنَّ فُلاَناً كَانَ مُوَالِياً لَكَ وَلأَهْلِ بَيْتِكَ فَيَقُولُ نَعَمْ كَانَ يَتَوَلاَّنَا وَيَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّنَا فَيَقُولُ ذَلِكَ نَبِيُّ الله لِجَبْرَئِيلَ فَيَرْفَعُ ذَلِكَ جَبْرَئِيلُ إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعلمون أيها الأخوة والأخوات أن حسن العاقبة هي أهم شيء في حياة المؤمن
وكيف يختم حياته وبماذا يلقى الله تعالى
تعلمون أن الموت مرحلة اللقاء مع الله
وأهمية العاقبة والخاتمة تتجلى إذا علمنا أن هناك من عبد الله آلاف السنين ولكن ختم حياته بالمعصية والكفر كإبليس وبلعم بن باعورا وحمامة المسجد وغيرهم الكثير فكانت أعمالهم طيلة هذه السنوات وكل هذا الكدح هباء منثورا
وفي المقابل هناك من عصى الله سنوات كثيرة ولكن يوفق للتوبة النصوح كبشر الحافي فيمت ليس مجرد مؤمن بل من أنصار الحسين الذين لامثيل لهم كالحر بن يزيد الرياحي
إذا العاقبة والخاتمة أخطر حقيقية تقض مضجع العارفين إلهي ارزقنا حسن العاقبة ياكريم
ومن هنا تعلمون أيها الأحبة أن أحسن عاقبة وأفضل خاتمة هي للخاتم صلوات الله عليه لأنه أفضل الخلق على الإطلاق
فماهي أفضل خاتمة وأحسن عاقبة ياترى
ياحبيب الله كيف ختمت حياتك وبماذا لقيت الله وتوجهت إليه
المبهر المذهل المحير
هل مات ساجدا؟! والسجود من أفضل حالات العبد وقربه من ربه
هل مات وهو يدفع الزكاة؟
هل مات وهو يطوف حول البيت؟
هل هل هل؟
الجواب أفضل من كل هذا ماذا يارسول الله
قال اللهم لاتمتني حتى تريني وجه علي(ع) ( الرياض النضره 2\201 – الفضائل لأحمد 253)
وفي مستدرك الحاكم ... قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: النظر الى وجه علي عبادة
وفي نهج البلاغة مايفيد أن النبي صلى الله عليه وآله لم يمت الا بين نحر وصدر علي عليه السلام وهذا الموضع فيه أسرار عظيمة ومن هذا الموضع ينظر رسول الله إلى وجه علي عليه السلام إلى أن تفيض روحه فتأتي زيارة المبعث لتشرح لنا الحال(حتى فاضت نفسه صلى الله عليه وآله في كفه أي في كف علي عليه السلام واستلب بردها ومسحه على وجهه وأعانته ملائكتك على غسله وتجهيزه)
إذا نفس رسول الله في كف علي وهذا يعني أن عليا عليه السلام ملك علم رسول الله وملك أخلاقه فمسح تللك النفس الزكية على وجهه ليتلبس ويحل محل رسول الله لهذا القرآن يقول (وأنفسنا وأنفسكم)
وفي زيارة الامير يوم ميلاد النبي السلام على اسم الله الرضي ووجهه المضيء
وفي زيارته ليلة المبعث وأشهد أنك حبيب الله وبابه وأنك جنب الله ووجهه الذي منه يؤتى
إذا رسول الله صلى الله عليه وآله توجه الى الله بوجه علي عليه السلام
ماذا في وجه علي كي يتمنى حبيب الله أن لايمت حتى ينظر إليه الجواب لانه وجه الله الذي منه يؤتى
ختم عمله بالنظر إلى وجه الاسم الذي يتجلى فيه المولى سبحانه
للنظر إلى وجه علي أسرار
1_ النظر إلى وجه الله ومظهر أسمائه وصفاته
2_ التقرب إلى الله بالنظر إلى وجه المؤمن فإن النظر إلى وجهه عبادة والنظر إلى وجه العالم عبادة ولاشك ان أمير المؤمنين وباب مدينة العلم على رأس القائمة
3_ مما لاشك فيه أن حب علي عليه السلام أفضل من الصلاة والزكاة وغيرها من الأعمال لان قبول الاعمال متوقف على حب علي عليه السلام وولايته فمن كان به تقبل الاعمال كان أفضل إذ هو عمودها وركنها والنظر من رسول الله نظر محب لحبيبه فاجتمع الحب القلبي والمظهر العملي للحب المتمثل في النظر فأصبح نظر رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الأعمال وأحسن العواقب والخواتم
4_ من معاني النظر منه صلى الله عليه وآله الإفاضة فعندما تقول يارسول الله انظر الي اي افض علي من رحمتك وعلمك وعنايتك ولهذا النبي اراد من الله ان لايموت حتى يرى وجه علي من معانيها انه صلى الله عليه وآله يرى أسرار وجه علي الذي يعني الولاية فيفيضها عليه بل يفيض ليس علمه فقط بل نفسه الزكية يبذلها لأخيه عليه وهذا لعمري مقام لعلي عليه السلام أعلى من مقام الوصية والولاية
الآية الكريمة تقول ((ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يابني ان الله اصطفى لكم الدين فلا
تموتن الا وانتم مسلمون
ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل )
نعم وصى النبي المصطفى لعلي عليه السلام ولم يمت حتى سلم مواريث النبوة والامامة إليه عليه السلام ونحن نسأل من الله ان يثبتنا على ولاية علي عليه السلام وان لانموت الا ونحن مسلمون بالوحدانية لله والرسالة لمحمد صلى الله عليه وآله والولاية لعلي عليه السلام
اللهم لاتمتنا حتى نرى وجه علي عليه السلام
في قوله تعالى: ]لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة...[ (4).
س: أخرج ابن مردويه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله (لهم البشرى...) قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له (5).
ش: عنه ]الكافي[ عن أحمد بن محمد عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عز وجل (لهم البشرى...) قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه (6)
ماهي هذه الرؤيا الحسنة تبينها الروايات الاتية اترككم معها
1ـ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَا عُقْبَةُ لاَ يَقْبَلُ الله مِنَ الْعِبَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ هَذَا الأمْرَ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَمَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ أَنْ يَرَى مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ إِلاَّ أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ إِلَى هَذِهِ ثُمَّ أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى الْوَرِيدِ ثُمَّ اتَّكَأَ وَكَانَ مَعِيَ الْمُعَلَّى فَغَمَزَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ الله فَإِذَا بَلَغَتْ نَفْسُهُ هَذِهِ أَيَّ شَيْءٍ يَرَى فَقُلْتُ لَهُ بِضْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً أَيَّ شَيْءٍ فَقَالَ فِي كُلِّهَا يَرَى وَلاَ يَزِيدُ عَلَيْهَا ثُمَّ جَلَسَ فِي آخِرِهَا فَقَالَ يَا عُقْبَةُ فَقُلْتُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَقَالَ أَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تَعْلَمَ فَقُلْتُ نَعَمْ يَا ابْنَ رَسُولِ الله إِنَّمَا دِينِي مَعَ دِينِكَ فَإِذَا ذَهَبَ دِينِي كَانَ ذَلِكَ كَيْفَ لِي بِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ الله كُلَّ سَاعَةٍ وَبَكَيْتُ فَرَقَّ لِي فَقَالَ يَرَاهُمَا وَالله فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ هُمَا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَا عُقْبَةُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ أَبَداً حَتَّى تَرَاهُمَا قُلْتُ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمَا الْمُؤْمِنُ أَ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا فَقَالَ لاَ يَمْضِي أَمَامَهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمَا مَضَى أَمَامَهُ فَقُلْتُ لَهُ يَقُولاَنِ شَيْئاً قَالَ نَعَمْ يَدْخُلاَنِ جَمِيعاً عَلَى الْمُؤْمِنِ فَيَجْلِسُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) عِنْدَ رَأْسِهِ وَعَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَيُكِبُّ عَلَيْهِ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَيَقُولُ يَا وَلِيَّ الله أَبْشِرْ أَنَا رَسُولُ الله إِنِّي خَيْرٌ لَكَ مِمَّا تَرَكْتَ مِنَ الدُّنْيَا ثُمَّ يَنْهَضُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَيَقُومُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) حَتَّى يُكِبَّ عَلَيْهِ فَيَقُولُ يَا وَلِيَّ الله أَبْشِرْ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي كُنْتَ تُحِبُّهُ أَمَا لأَنْفَعَنَّكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا فِي كِتَابِ الله عَزَّ وَجَلَّ قُلْتُ أَيْنَ جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ هَذَا مِنْ كِتَابِ الله قَالَ فِي يُونُسَ قَوْلُ الله عَزَّ وَجَلَّ هَاهُنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ الله ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
2ـ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) إِذَا حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلاَمِ أَتَاهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَمَنْ شَاءَ الله فَجَلَسَ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) أَمَّا مَا كُنْتَ تَرْجُو فَهُوَ ذَا أَمَامَكَ وَأَمَّا مَا كُنْتَ تَخَافُ مِنْهُ فَقَدْ أَمِنْتَ مِنْهُ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَقُولُ هَذَا مَنْزِلُكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَإِنْ شِئْتَ رَدَدْنَاكَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَكَ فِيهَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ فَيَقُولُ لاَ حَاجَةَ لِي فِي الدُّنْيَا فَعِنْدَ ذَلِكَ يَبْيَضُّ لَوْنُهُ وَيَرْشَحُ جَبِينُهُ وَتَقَلَّصُ شَفَتَاهُ وَتَنْتَشِرُ مَنْخِرَاهُ وَتَدْمَعُ عَيْنُهُ الْيُسْرَى فَأَيَّ هَذِهِ الْعَلاَمَاتِ رَأَيْتَ فَاكْتَفِ بِهَا فَإِذَا خَرَجَتِ النَّفْسُ مِنَ الْجَسَدِ فَيُعْرَضُ عَلَيْهَا كَمَا عُرِضَ عَلَيْهِ وَهِيَ فِي الْجَسَدِ فَتَخْتَارُ الآخِرَةَ فَتُغَسِّلُهُ فِيمَنْ يُغَسِّلُهُ وَتُقَلِّبُهُ فِيمَنْ يُقَلِّبُهُ فَإِذَا أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ وَوُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ خَرَجَتْ رُوحُهُ تَمْشِي بَيْنَ أَيْدِي الْقَوْمِ قُدُماً وَتَلْقَاهُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَيُبَشِّرُونَهُ بِمَا أَعَدَّ الله لَهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنَ النَّعِيمِ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ رُدَّ إِلَيْهِ الرُّوحُ إِلَى وَرِكَيْهِ ثُمَّ يُسْأَلُ عَمَّا يَعْلَمُ فَإِذَا جَاءَ بِمَا يَعْلَمُ فُتِحَ لَهُ ذَلِكَ الْبَابُ الَّذِي أَرَاهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ نُورِهَا وَضَوْئِهَا وَبَرْدِهَا وَطِيبِ رِيحِهَا قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَيْنَ ضَغْطَةُ الْقَبْرِ فَقَالَ هَيْهَاتَ مَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْهَا شَيْءٌ وَالله إِنَّ هَذِهِ الأرْضَ لَتَفْتَخِرُ عَلَى هَذِهِ فَيَقُولُ وَطِىَ عَلَى ظَهْرِي مُؤْمِنٌ وَلَمْ يَطَأْ عَلَى ظَهْرِكِ مُؤْمِنٌ وَتَقُولُ لَهُ الأرْضُ وَالله لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّكَ وَأَنْتَ تَمْشِي عَلَى ظَهْرِي فَأَمَّا إِذَا وُلِّيتُكَ فَسَتَعْلَمُ مَا ذَا أَصْنَعُ بِكَ فَتَفْسَحُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ.
3ـ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ حَضَرَ أَحَدَ ابْنَيْ سَابُورَ وَكَانَ لَهُمَا فَضْلٌ وَوَرَعٌ وَإِخْبَاتٌ فَمَرِضَ أَحَدُهُمَا وَمَا أَحْسَبُهُ إِلاَّ زَكَرِيَّا بْنَ سَابُورَ قَالَ فَحَضَرْتُهُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَبَسَطَ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ ابْيَضَّتْ يَدِي يَا عَلِيُّ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) وَعِنْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ فَلَمَّا قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ ظَنَنْتُ أَنَّ مُحَمَّداً يُخْبِرُهُ بِخَبَرِ الرَّجُلِ فَأَتْبَعَنِي بِرَسُولٍ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي حَضَرْتَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ أَيَّ شَيْءٍ سَمِعْتَهُ يَقُولُ قَالَ قُلْتُ بَسَطَ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ ابْيَضَّتْ يَدِي يَا عَلِيُّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) وَالله رَآهُ وَالله رَآهُ وَالله رَآهُ.
4ـ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ مِنْكُمْ وَالله يُقْبَلُ وَلَكُمْ وَالله يُغْفَرُ إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ أَنْ يَغْتَبِطَ وَيَرَى السُّرُورَ وَقُرَّةَ الْعَيْنِ إِلاَّ أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَاهُنَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ وَاحْتُضِرَ حَضَرَهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) وَجَبْرَئِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَدْنُو مِنْهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَقُولُ يَا رَسُولَ الله إِنَّ هَذَا كَانَ يُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَأَحِبَّهُ وَيَقُولُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) يَا جَبْرَئِيلُ إِنَّ هَذَا كَانَ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ فَأَحِبَّهُ وَيَقُولُ جَبْرَئِيلُ لِمَلَكِ الْمَوْتِ إِنَّ هَذَا كَانَ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ فَأَحِبَّهُ وَارْفُقْ بِهِ فَيَدْنُو مِنْهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ الله أَخَذْتَ فَكَاكَ رَقَبَتِكَ أَخَذْتَ أَمَانَ بَرَاءَتِكَ تَمَسَّكْتَ بِالْعِصْمَةِ الْكُبْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ فَيُوَفِّقُهُ الله عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ وَمَا ذَلِكَ فَيَقُولُ وَلاَيَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَقُولُ صَدَقْتَ أَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَحْذَرُهُ فَقَدْ آمَنَكَ الله مِنْهُ وَأَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَرْجُوهُ فَقَدْ أَدْرَكْتَهُ أَبْشِرْ بِالسَّلَفِ الصَّالِحِ مُرَافَقَةِ رَسُولِ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ (عَلَيْهِا الْسَّلام) ثُمَّ يَسُلُّ نَفْسَهُ سَلاًّ رَفِيقاً ثُمَّ يَنْزِلُ بِكَفَنِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَحَنُوطِهِ مِنَ الْجَنَّةِ بِمِسْكٍ أَذْفَرَ فَيُكَفَّنُ بِذَلِكَ الْكَفَنِ وَيُحَنَّطُ بِذَلِكَ الْحَنُوطِ ثُمَّ يُكْسَى حُلَّةً صَفْرَاءَ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ رَوْحِهَا وَرَيْحَانِهَا ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ عَنْ أَمَامِهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ عَلَى فِرَاشِهَا أَبْشِرْ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَجَنَّةِ نَعِيمٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ثُمَّ يَزُورُ آلَ مُحَمَّدٍ فِي جِنَانِ رَضْوَى فَيَأْكُلُ مَعَهُمْ مِنْ طَعَامِهِمْ وَيَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِمْ وَيَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَهُمُ الله فَأَقْبَلُوا مَعَهُ يُلَبُّونَ زُمَراً زُمَراً فَعِنْدَ ذَلِكَ يَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ وَيَضْمَحِلُّ الْمُحِلُّونَ وَقَلِيلٌ مَا يَكُونُونَ هَلَكَتِ الْمَحَاضِيرُ وَنَجَا الْمُقَرَّبُونَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) أَنْتَ أَخِي وَمِيعَادُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَادِي السَّلاَمِ قَالَ وَإِذَا احْتُضِرَ الْكَافِرُ حَضَرَهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) وَجَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِم الْسَّلام) وَمَلَكُ الْمَوْتِ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَدْنُو مِنْهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَقُولُ يَا رَسُولَ الله إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَأَبْغِضْهُ وَيَقُولُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) يَا جَبْرَئِيلُ إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُ الله وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ فَأَبْغِضْهُ فَيَقُولُ جَبْرَئِيلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُ الله وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ فَأَبْغِضْهُ وَاعْنُفْ عَلَيْهِ فَيَدْنُو مِنْهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ الله أَخَذْتَ فَكَاكَ رِهَانِكَ أَخَذْتَ أَمَانَ بَرَاءَتِكَ تَمَسَّكْتَ بِالْعِصْمَةِ الْكُبْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ لاَ فَيَقُولُ أَبْشِرْ يَا عَدُوَّ الله بِسَخَطِ الله عَزَّ وَجَلَّ وَعَذَابِهِ وَالنَّارِ أَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَحْذَرُهُ فَقَدْ نَزَلَ بِكَ ثُمَّ يَسُلُّ نَفْسَهُ سَلاًّ عَنِيفاً ثُمَّ يُوَكِّلُ بِرُوحِهِ ثَلاَثَمِائَةِ شَيْطَانٍ كُلُّهُمْ يَبْزُقُ فِي وَجْهِهِ وَيَتَأَذَّى بِرُوحِهِ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ قَيْحِهَا وَلَهَبِهَا.
5ـ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ الْسَّلام) حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ مِيثَمٍ عَنْ عَبَايَةَ الأسَدِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ وَالله لاَ يُبْغِضُنِي عَبْدٌ أَبَداً يَمُوتُ عَلَى بُغْضِي إِلاَّ رَآنِي عِنْدَ مَوْتِهِ حَيْثُ يَكْرَهُ وَلاَ يُحِبُّنِي عَبْدٌ أَبَداً فَيَمُوتُ عَلَى حُبِّي إِلاَّ رَآنِي عِنْدَ مَوْتِهِ حَيْثُ يُحِبُّ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ الْسَّلام) نَعَمْ وَرَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) بِالْيَمِينِ.
6ـ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَابُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ فِي الْمَيِّتِ تَدْمَعُ عَيْنُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ ذَلِكَ عِنْدَ مُعَايَنَةِ رَسُولِ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَيَرَى مَا يَسُرُّهُ ثُمَّ قَالَ أَ مَا تَرَى الرَّجُلَ يَرَى مَا يَسُرُّهُ وَمَا يُحِبُّ فَتَدْمَعُ عَيْنُهُ لِذَلِكَ وَيَضْحَكُ.
7ـ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ جُذَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ النَّفْسَ إِذَا وَقَعَتْ فِي الْحَلْقِ أَتَاهُ مَلَكٌ فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا أَوْ يَا فُلاَنُ أَمَّا مَا كُنْتَ تَرْجُو فَأْيَسْ مِنْهُ وَهُوَ الرُّجُوعُ إِلَى الدُّنْيَا وَأَمَّا مَا كُنْتَ تَخَافُ فَقَدْ أَمِنْتَ مِنْهُ.
8ـ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عُقْبَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا وَقَعَتْ نَفْسُهُ فِي صَدْرِهِ يَرَى قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَمَا يَرَى قَالَ يَرَى رَسُولَ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ الله أَنَا رَسُولُ الله أَبْشِرْ ثُمَّ يَرَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَقُولُ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي كُنْتَ تُحِبُّهُ تُحِبُّ أَنْ أَنْفَعَكَ الْيَوْمَ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَ يَكُونُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَرَى هَذَا ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا قَالَ قَالَ لاَ إِذَا رَأَى هَذَا أَبَداً مَاتَ وَأَعْظَمَ ذَلِكَ قَالَ وَذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ قَوْلُ الله عَزَّ وَجَلَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ الله.
9ـ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ كَانَ خَطَّابٌ الْجُهَنِيُّ خَلِيطاً لَنَا وَكَانَ شَدِيدَ النَّصْبِ لآِلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِم الْسَّلام) وَكَانَ يَصْحَبُ نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّةَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ أَعُودُهُ لِلْخُلْطَةِ وَالتَّقِيَّةِ فَإِذَا هُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ فِي حَدِّ الْمَوْتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ مَا لِي وَلَكَ يَا عَلِيُّ فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) رَآهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ رَآهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
10ـ سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَوَّاضٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُ أَحَدِكُمْ هَذِهِ قِيلَ لَهُ أَمَّا مَا كُنْتَ تَحْذَرُ مِنْ هَمِّ الدُّنْيَا وَحُزْنِهَا فَقَدْ أَمِنْتَ مِنْهُ وَيُقَالُ لَهُ رَسُولُ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَلِيٌّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) وَفَاطِمَةُ (عَلَيْهِا الْسَّلام) أَمَامَكَ.
11ـ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَقُولُ إِنَّ آيَةَ الْمُؤْمِنِ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ يَبْيَاضُّ وَجْهُهُ أَشَدَّ مِنْ بَيَاضِ لَوْنِهِ وَيَرْشَحُ جَبِينُهُ وَيَسِيلُ مِنْ عَيْنَيْهِ كَهَيْئَةِ الدُّمُوعِ فَيَكُونُ ذَلِكَ خُرُوجَ نَفْسِهِ وَإِنَّ الْكَافِرَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ سَلاًّ مِنْ شِدْقِهِ كَزَبَدِ الْبَعِيرِ أَوْ كَمَا تَخْرُجُ نَفْسُ الْبَعِيرِ.
12ـ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ الله مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله أَحَبَّ الله لِقَاءَهُ وَمَنْ أَبْغَضَ لِقَاءَ الله أَبْغَضَ الله لِقَاءَهُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَوَ الله إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ فَقَالَ لَيْسَ ذَلِكَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا ذَلِكَ عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَقَدَّمَ وَالله تَعَالَى يُحِبُّ لِقَاءَهُ وَهُوَ يُحِبُّ لِقَاءَ الله حِينَئِذٍ وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنْ لِقَاءِ الله وَالله يُبْغِضُ لِقَاءَهُ.
13ـ أَبُو عَلِيٍّ الأشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي الْمُسْتَهِلِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ الْسَّلام) جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ بَعْضِ شِيعَتِكَ وَمَوَالِيكَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِيكَ قَالَ وَمَا هُوَ قُلْتُ زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ أَغْبَطُ مَا يَكُونُ امْرُؤٌ بِمَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِذَا كَانَتِ النَّفْسُ فِي هَذِهِ فَقَالَ نَعَمْ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَتَاهُ نَبِيُّ الله وَأَتَاهُ عَلِيٌّ وَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ وَأَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ (عَلَيْهِ الْسَّلام) فَيَقُولُ ذَلِكَ الْمَلَكُ لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ الْسَّلام) يَا عَلِيُّ إِنَّ فُلاَناً كَانَ مُوَالِياً لَكَ وَلأَهْلِ بَيْتِكَ فَيَقُولُ نَعَمْ كَانَ يَتَوَلاَّنَا وَيَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّنَا فَيَقُولُ ذَلِكَ نَبِيُّ الله لِجَبْرَئِيلَ فَيَرْفَعُ ذَلِكَ جَبْرَئِيلُ إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ.
</B></I>