الدعاء
وقد قصدت إليك بطلبتي ، وتوجهت إليك بحاجتي ، وجعلت بك استغاثتي ، وبدعائك توسلي ، من غير استحقاق لاستماعك مني ، ولا استيجاب لعفوك عني ، بل لثقتي بكرمك ، وسكوني إلى صدق وعدك ، ولجائي إلى الايمان بتوحيدك ، ويقيني بمعرفتك مني : أن لا رب لي غيرك ، ولا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك . اللهم أنت القائل وقولك حق ووعدك صدق : ( واسألوا الله من فضله إن الله كان بكم رحيما ) ، وليس من صفاتك يا سيدي أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية ، وأنت المنان بالعطايا على أهل مملكتك ، والعائد عليهم بتحنن رأفتك .
أولا من الاستعجال أن يقرر بأن هناك آية كتبت خطأ في الدعاء
فهناك احتمال بأن هذا مقطع من حديث قدسي مثلا
أو هو مقطعين من آيتين منفصلتين و كل مقطع مكتوب بقوسين منفصلين و لكن تم تصحيفها و دمجها ظنا من الكاتب بأنها آية واحدة
و أيضا يضاف لهذه الاحتمالات ما تفضلتم به كون أن هناك تصحيفا في كتابة الآية و تم تعديلها في النسخ المتأخرة
و أقول النسخ المتأخرة لأن المصباح و الصحيفة متأخرة عن الإقبال و البحار
المسألة ليست بهذه البساطة ليتم التقرير، فعلى المحققين الرجوع لأصل النسخ للتأكد
كذلك من الاستعجال أن نقول بأنه لم يتم التنويه لهذا الأمر :
يعلق ميرزا غلام رضا عرفانيان على كتاب الزهد :
" ابن النعمان عن داود بن فرقد قال : سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول : ان العمل الصالح ليذهب الى الجنة فيسهل لصاحبه كما يبعث الرجل غلاما فيفرش له ثم قرأ : اما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلا نفسهم يمهدون53
التعليق:
(53) البحار 8 | 197 وفيه : فيمهد لصاحبه و 71 | 187 وتفسير البرهان سورة 30 الاية 44 وهي : ومن عمل صالحا فلانفسهم يمهدون وفيه ايضا : فيمهد ولكن في ن 1 و 2 والمورد الثاني من البحار : فيسهل ، على ما في المتن .
واما العبارة المذكورة في المتن بعنوان الاية فالظاهر عدم وجودها في القرآن الكريم وان كان النسخ متوافقة عليها اللهم الا ان يكون المقصود من العبارة تركيبا خاصا من ضم جزء مما تأخر الى جزء مما تقدم في الايتين كما اتفق هذا المعنى في اوائل دعاء السحر الطويل لابي حمزة الثمالي رحمه الله ، وهو قوله : واسئلوا الله من فضله ان الله كان بكم رحيما والصحيح : ان الله كان بكل شيء عليما 4 | 32
http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba...od/004.html#20
انتهى
أولا نعرف من هنا أن علماءنا منتبهين لهذا الأمر و لم يغفلوا عنه
ثانياً كأن المحقق يبين بأن الصحيح الوارد هو المقطع المنتشر الذي يقال عنه أنه خطأ
كما ذكرنا هناك احتمال وضع الأقواس خطأ بمعنى أن الصحيح هو كالتالي
"اللهم أنت القائل وقولك حق ووعدك صدق :
( واسألوا الله من فضله ) ( إن الله كان بكم رحيما )"
و هذين جزئين من آيتين ولعله هذا ما قصده ميرزا غلام
وليس من الطبيعي أن يتم تداول دعاء ويقرأه المسلمون في جميع انحاء العالم وعلى مدى قرون
وهوخطأ
جواب أحد الطلبة:
"لا مانع من أن يذكر الامام آيتين قرآنيتين ويدمجهما في الدعاء وهو لا يقصد أنهما نزلتا بهذه الطريقة فاسألوا الله من فضله آية وان الله بكم رحيما آية اخرى فنسبة هذا القول الى الله صحيح."
الشيخ حبيب الكاظمي في شرح دعاء أبي حمزة الثمالي هنا :
http://www.alseraj.net/months/ramada...ges_txt_33.htm
((اللَّهُمَّ أَنْتَ الْقَائِلُ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَوَعْدُكَ صِدْقٌ، وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، إنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً..).. نلاحظ أن الإمام (ع) يستعين بآية من القرآن الكريم ، لتكون منطلقاً للمناجاة والحديث مع رب العالمين ، وهي قوله تعالى : {وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.. وكأن الله عزوجل في هذه الآية الكريمة يستحث عباده لأن يسألوه من فضله ، وفي هذا قمة اللطف الإلهي ؛ فضلاً عن تعامله معهم بفضله لا بعدله ، لأنه قطعاً ليس هنالك ما يستحق الإجابة ، أو ما يعبأ به من أعمال العباد.. )
فيديو : http://www.alseraj.net/2004/aby_hamza_06v.rm
يعني ذكر - الشيخ حبيب الكاظمي - الجزء المعني كجزء من الدعاء و لكن في الشرح أتى بالآية الكاملة و ليس المقطعين المنفصلين
أكرر بأن هذا الأمر يحتاج مراجعة و تحقيق، فقد يكون الخطأ هو إعلان عن وجود خطأ
فقوله : (ولاتمكر بي في حيلتك )
مستمده من قول الله تبارك وتعالى:
{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}..
واما قوله لاَ الَّذِي أَحْسَنَ اسْتَغْنَى عَنْ عَوْنِكَ وَرَحْمَتِكَ،وَلاَ الَّذِي أَسَاءَ وَاجْتَرَأَ عَلَيْكَ وَلَمْ يُرْضِكَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ..).. ؟
كما جاء في قوله تعالى :
{وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ}.. الاية 5 سورة الحجرات
واما قوله : بِكَ عَرَفْتُكَ وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ، وَدَعَوْتَنِي إِلَيْكَ، وَلَوْ لاَ أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ..)..
كما جاء في الحديث القدسي :
(كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف
وأما قوله وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي، وَإِنْ كُنـْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرِضُنِي..)..
كما جاء في قوله تبارك وتعالى:
{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}..
وأما قوله بِغَيْرِ شَفِيعٍ فَيَقْضِي لِي حَاجَتِي..).. ؟
كما جاء في قوله تبارك وتعالى :
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
{وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ}
واما قوله الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَدْعُوهُ وَلاَ أَدْعُو غَيْرَهُ، وَلَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَمْ يَسْتَجِبْ لِي دُعَائِي، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَرْجُوهُ وَلاَ أَرْجُو غَيْرَهُ، وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لأَخْلَفَ رَجَائِي، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَكَلَنِي إِلَيْهِ فَأَكْرَمَنِي، وَلَمْ يَكِلْنِي إِلَى النَّاسِ فَيُهِينُونِي..)..
وقد أشار الإمام (ع) إلى هذه القضية حينما كان بحضرته رجل يدعو ، ويقول : اللهم!.. أغنني عن خلقك.. فقال (ع) : (ليس هكذا ، إنما
الناس بالناس ، ولكن قل: اللهم!.. أغنني عن شرار خلقك)..
فكل سبب له أسباب
فعليه، نحن عندما نذهب إلى عالم الأسباب - ومن منا لا يستعين بأحد في قضاء حوائجه- ، علينا أن ننظر إلى هذه النظرة الطولية في عالم الأسباب.. فالعلاقة علاقة طولية لا علاقة عرضية ، وليس هنالك رب يقضي الحاجة وإنسان يقضي الحاجة ، بل هنالك رب هيأ لنا الأسباب لقضاء حوائجنا وتيسير مهامنا
ومن هنا نقرأ في الدعاء الشريف : (يا سبب من لا سبب له ، ويا سبب كل ذي سبب ، ويا مسبب الأسباب من غير سبب..)..
وأما قوله وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَحَبَّبَ إلَيَّ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنِّي..).
قال الباقر (ع) : ألا إنّ الله أفرح بتوبة عبده حين يتوب من رجلٍ ضلّت راحلته في أرض قفر وعليها طعامه وشرابه ، فبينما هو كذلك لا يدري ما يصنع ولا أين يتوجّه حتى وضع رأسه لينام ، فأتاه آت فقال له : هل لك في راحلتك ؟.. قال : نعم ، قال : هو ذه فاقبضها ، فقال الباقر (ع) : والله أفرح بتوبة عبده حين يتوب من ذلك الرجل حين وجد راحلته.
وأما قوله :اللَّهُمَّ أَنْتَ الْقَائِلُ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَوَعْدُكَ صِدْقٌ، وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، إنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً..)..
كما جاء في قوله تعالى:
{وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.. سورة النساء 32
وكأن الله عزوجل في هذه الآية الكريمة يستحث عباده لأن يسألوه من فضله ، وفي هذا قمة اللطف الإلهي ؛ فضلاً عن تعامله معهم بفضله لا بعدله ، لأنه قطعاً ليس هنالك ما يستحق الإجابة ، أو ما يعبأ به من أعمال العباد..
ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : (إذا دعوت فظنَّ حاجتك بالباب).
وأما قوله وَلَيْسَ مِنْ صِفَاتِكَ يَا سَيِّدِي، أَنْ تَأْمُرَ بِالسُّؤَالِ وَتَمْنَعَ الْعَطِيَّةَ، وَأَنْتَ الْمَنَّانُ بِالْعَطِيَّاتِ عَلَى أَهْلِ مَمْلِكَتِكَ، وَالْعَائِدُ عَلَيْهِمْ بِتَحَنُّنِ رَأْفَتِكَ)..
إن رب العالمين عندما يقول : {وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ ..}
كما ندعو في شهر رجب بهذا الدعاء الجامع ، إذ نقول :
(أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة ، وأصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر)
منقول