بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما يحب ويرضى ، وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى وآله سادات الورى ..
اللهم صلِ على سيفك البتار، الذي سلطته على رقاب الكفار، وأدبت به الفجار، ونصرت به الأبرار، المنادي عليه جبرئيل لافتى إلا علي الكرار، ولا سيف إلا ذو الفقار، صاحب المعاجز والمناقب، فخر بني لؤي ابن غالب، الإمام بالنص أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام
ونـــــعاه جـــبريل ونـــــادى بــــــالسما ..وعلـــــيه كـــــادت بـــــالندا تـــــتـقطع
اليـــــوم أركــــــان الهـــدى قــد هدمت ..اليـــــوم شـــــمل المــسلمين مـــــوزع
اليـــــوم قـــــد قــتل ابن عم المصطفى ..اليــــــوم قـــــد قـــتل الــــوصي الأنزع
بداية إن أردنا أن نتكلم عن هذه الشخصية فلن نوفي حقها ، لأن أمير المؤمنين لم يعرفه إلا الله ورسوله ..
قال رسول الله صلى الله عليه و آله :
يا علي .. ما عرفك إلا الله و أنا و ما عرفني إلا الله و أنت و ما عرف الله إلا أنا و أنت ..
أمير المؤمنين بدأت حياته في المسجد الحرام ، وختمت حياته في مسجد الكوفة ..
حياته (ع) عبارة عن السجود بين يدي الله عزوجل ..
لا فقط سجود الجباه فحسب .. بل سجود القلب والسيف والقلم والحديث والخطبة ..
حياته بين المسجدين عبارة عن السجود لله تعالى بكل وجوده ..
نحن اليوم ننتسب إلى أمير المؤمنين عليه السلام.. نحن اليوم مخاطبون من قبل الإمام علي عليه السلام .. وكأننا جالسون على ذلك الفراش ..
نحن اليوم قد يتهمنا البعض بالغلو ، ونسيان ذكر الله تعالى ، وبتقديم الولاية على التوحيد .. ولكن نقول لهم إن أول وصية قالها الإمام علي عليه السلام هي تقوى الله عزوجل ..
الآن .. لنستمع الى آخر وصايا الإمام علي بن أبي طالب (ع) ساعة الاحتضار ..
إمامنا علي (ع) قبل أن يرتحل من هذه الدنيا، ويسلم النفس إلى بارئها، وهو على فراش المرض، كان مشغول البال بأمته.. فلنسمع ونرى جيداً، ماذا يقول علي (ع) في وصاياه لنا ..
أ ـ الوصايا العامة
1 ـ دعا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حسناً وحسيناً ، فقال : أوصيكما بتقوى الله ، وألا تبغيا الدنيا الفانية وإن بغتكما ، ولا تبكيا على شيء زوي عنكما ، وقولا الحق ، وارحما اليتيم ، وأعينا الضائع ، واصنعا للآخرة ، وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً ، اعملا بما في الكتاب ، فلا تأخذكما في الله لومة لائم.
ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك ؟ قال : نعم. قال : فإني أوصيك بمثله ، وأوصيك بتوقير أخويك لعظيم حقهما عليك ، ولا تؤثر أمراً دونهما.
ثم قال للحسن والحسين : أوصيكما به ، فإنه أخوكما وابن أبيكما ، وقد علمتما أن أباكما كان يحبه
2 ـ فلما حضرته الوفاة أوصى ، فكانت وصيته :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب :
أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.
ثم اوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن يبلغه كتابي بتقوى الله ربّكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتمصوا بحبل الله جميعاً ، ولا تفرقوا ، فإني سمعت أبا القاسم عليه السلام يقول : إن صلاح ذات البيت أفضل من عامة الصلاة والصيام.
انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون عليكم الحساب.
الله الله في الايتام فلا تغيروا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم.
الله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ، مازال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورّثهم.
الله الله في القرآن فلا يسبقنكم بالعمل به غيركم.
الله الله في الصلاة فإنها عماد دينكم.
الله الله في بيت ربكم فلا يخلون ما بقيتم ، فإنه إن ترك لم تناظروا.
الله الله في شهر رمضان ، فإن صيامة جنة من النار.
الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم.
الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب.
الله الله في ذمة أهل بيت نبيكم ، فلا يظلموا بين ظهرانيكم.
الله الله في أصحاب نبيكم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بهم.
الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم.
الله الله فيما ملكت أيمانكم ، فإن آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وآله أن قال : أوصيكم بالضعيفين ، نساؤكم وما ملكت أيمانكم.
الصلاة الصلاة ، لا تخافن في الله لومة لائم ، يكفيكم من أرادكم وبغي عليكم ، وقولوا للناس حسناً كما أمركم الله ، ولاتتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتول الامر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم ، عليكم بالتواصل والتباذل وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق ، وتعاونوا على البر والتقوى ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب.
حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيكم ، أستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله
نَحْنُ عَلى وَصِيَّتِكَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ الَّتي اَوْصَيْتَ بِها ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْمُرْسَلينَ وَالصِّدّيقينَ، وَنَحْنُ مِنْ شيعَتِكَ وَشيعَةِ نَبِيِّنا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْكَ وَعَلى جَميعِ الْمُرْسَلينَ وَالاَْنْبِياءِ وَالصّادِقينَ، وَنَحْنُ عَلى مِلَّةِ اِبْرهيمَ وَدينِ مُحَمَّدّ النَّبِيِّ الاُْمِّيِّ وَالاَْئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ وَوِلايَةِ مَوْلانا عَلِيٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبَشيرِ النَّذيرِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ، وَعَلى وَصِيِّهِ وَخَليفَتِهِ الشّاهِدِ للهِ مِنْ بَعْدِهِ عَليٍّ خَلْقِهِ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ الصِّديقِ الاَْكْبَرِ وَالْفارُوقِ الْمُبينِ، الَّذى اَخَذْتَ بَيْعَتَهُ عَلَى الْعالَمينَ، رَضيتُ بِهِمْ اَوْلِياءَ وَمَوالِيَ وَحُكّاماً في نَفْسي وَوُلْدي وَاَهْلي وَمالي وَقِسْمي وَحِلّي وَاِحْرامي وَاِسْلامي وَديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي وَمَحْيايَ وَمَماتي، اَنْتُمُ الاَْئِمَّةُ فِي الْكِتابِ وَفَصْلُ الْمَقامِ وَفَصْلُ الْخِطابِ، وَاَعْيُنُ الْحَيِّ الَّذي لا يَنامُ، وَاَنْتُمْ حُكَماءُ، اللهِ وَبِكُمْ حَكَمَ اللهُ وَبِكُمْ عِرُفَ حَقُّ اللهِ، لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، اَنْتُمْ نُورُ اللهِ مِنْ بَيْنِ اَيْدينا وَمِنْ خَلْفِنا، اَنْتُمْ سُنَّةُ اللهِ الَّتي بِها سَبَقَ الْقَضاءُ، يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ اَنَا لَكُمْ مُسَلِّمٌ تَسْليماً لا اُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً وَلا اَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيّاً، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَداني بِكُمْ وَما كُنْتُ لاَِهْتَدِيَ لَوْلا اَنْ هَدانِيَ اللهُ، اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ، الْحَمْدُ للهِ عَلى ما هَدانا .
وإمـــــــااامـــــــاه واااااعليــــــــــــــــ ــــــــــاااه