<BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">
هاهو شهر رمضان على الأبواب بأنواره وأيامه ولياليه , وجوعه وعطشه, ونحن جميعاً بحاجة إلى ترويض وانتباه بحيث إذا دخل أحدنا شهر رمضان وخرج منه يكون قد تغير ولو قليلاً.
وشهر رمضان المبارك هو مناسبة جيدة جداً للإنسان كي يغيّر نفسه. فلا توجد فرصة للرياضة الروحية، وترويض النفس أعظم من الصوم؛ لأن الإنسان الخاوي البطن تقل شهواته، كل حسب الأجواء الروحية التي تقربه إلى الله تعالى.
وهذه الأجواء الرائعة متوافرة في شهر رمضان، أي أن أجواء هذا الشهر تساعد الإنسان على ترويض نفسه. فلنتخذ من هذا الشهر الكريم مناسبة لتغيير أنفسنا فيه حقيقة.
إن شهر رمضان هو شهر الله سبحانه وتعالى، اختص به دون باقي الشهور، فهو شهر لتنظيم حياة الإنسان والتغيير نحو الأفضل والتطهر من كل دنس، والطاعة لله سبحانه، وفيه يغفر الله للإنسان كل يوم وليلة أضعاف ما يغفر في سواه من الشهور، كما خصّه بليلة القدر التي هي أعظم من ألف شهر، ويغفر الله فيها ما لا يغفر في غيرها من الليالي والأيام، وكذلك يغفر الله في أوله ووسطه وآخره.
فشهر رمضان هو شهر «العفو العام».
فمن لم يُشمل بالعفو فيه فهو الشقي حقاً.
**أقسام الصوم ومراتبه**
نظراً لأهمية الصوم في شهر رمضان المبارك، ودوره في بناء الإنسان المسلم، فقد قسّم علماء الأخلاق الصوم إلى ثلاثة أقسام هي:
1. الصوم العام.
2. الصوم الخاص.
3. الصوم خاص الخاص.
الصوم العام:
هو الكف عن المفطرات المذكورة في الكتب الفقهية والرسائل العملية من الأكل والشرب والكذب على الله ورسوله، والارتماس في الماء، والبقاء على الجنابة حتى الفجر، والتقيؤ عمداً وغيرها من الأمور التي إن لم يلتزم بها المرء لا يصدق عليه أنه صائم.
أما الصوم الخاص: -
وهو أرقى من الأوّل وأرفع درجة – فهو الكف عن المحرمات كلها إضافة إلى ما ذكر، أو ما يسمى بصوم الجوارح مثل: كف السمع عن محرمات السمع كالاستماع إلى الغيبة، وكف البصر عن محرماته كالنظر إلى المرأة الأجنبية بريبة، وكف اللسان عما لا يحل له كالكذب واغتياب الآخرين، وهكذا.
وأما الصوم خاص الخاص:
فلا يتوقف حتى عند هذا الحد بل يترقى ليشمل النوايا والفكر أيضاً. فالصائم في هذه المرتبة لا يقتصر على الكف عن المفطرات وعموم المحرمات فحسب بل لا يفكر فيها ولا تحدّثه نفسه بها.
أي أن هناك فريقاً من الناس لا يتورعون عن المعصية ويكفون عنها وعن المحرمات فحسب بل يتورعون عن التفكير فيها أيضاً، فهم يصومون عن المفطرات العامة، وتصوم جوارحهم عن ارتكاب الذنوب، كما تصوم جانحتهم عن التفكير فيها. وهذا صوم خاص الخاص. وهو أعلى مراتب الصوم وأقسامه.
أفضل الأعمال
إن أفضل الأعمال في شهر رمضان – كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله
– هو الورع عن محارم الله،
وهذا يتطلب ما يلي:
أولاً: معرفة المحرمات.
ثانياً: مطالعة الروايات التي عدّدت المحرمات، لأن كثيراً من هذه الروايات تؤثر في دفع الإنسان لترك المحرمات، بسبب توفرها على علل التحريم وكذلك العقوبات التي تنتظر مرتكبيها.
ثالثاً: الابتعاد عن كل المناهي؛ لأن من المناهي ما هو حرام ومنها ما هو مكروه، لاسيما إذا لم يتضح لنا بعد أن الأمر الفلاني مكروه أو حرام؛ فإن ذلك من مقتضيات الورع.
نعلق بعد هذه المقالة المختصرة لنقول:-
(من تساوى يوماه فهو مغبون فكيف بمن تساوى صيامه في شهر رمضان في العام الماضي وفي العالم الحالي فشهر رمضان مقبل فلنشد الحزام ولنفكر..
ماذا قدّمنا ؟
وماذا سنقدم ؟
وماذا تغير فينا من الصفات ؟
وهل نحن عازمين على ترك المعاصي والذنوب والأوبة إلى الله تعالى ..
عرض مغري أيها الأحبة يقدّم لنا في كل عام فهل نكن أذكياء ومميزين لنكون من الفائزين الغانمين ؟
أم نكون .......! ونكون من الخاسرين المخذولين ؟
فكّروووووووا
[/center]
</BLOCKQUOTE>
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين
أيها الأحبة..الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين
هاهو شهر رمضان على الأبواب بأنواره وأيامه ولياليه , وجوعه وعطشه, ونحن جميعاً بحاجة إلى ترويض وانتباه بحيث إذا دخل أحدنا شهر رمضان وخرج منه يكون قد تغير ولو قليلاً.
وشهر رمضان المبارك هو مناسبة جيدة جداً للإنسان كي يغيّر نفسه. فلا توجد فرصة للرياضة الروحية، وترويض النفس أعظم من الصوم؛ لأن الإنسان الخاوي البطن تقل شهواته، كل حسب الأجواء الروحية التي تقربه إلى الله تعالى.
وهذه الأجواء الرائعة متوافرة في شهر رمضان، أي أن أجواء هذا الشهر تساعد الإنسان على ترويض نفسه. فلنتخذ من هذا الشهر الكريم مناسبة لتغيير أنفسنا فيه حقيقة.
إن شهر رمضان هو شهر الله سبحانه وتعالى، اختص به دون باقي الشهور، فهو شهر لتنظيم حياة الإنسان والتغيير نحو الأفضل والتطهر من كل دنس، والطاعة لله سبحانه، وفيه يغفر الله للإنسان كل يوم وليلة أضعاف ما يغفر في سواه من الشهور، كما خصّه بليلة القدر التي هي أعظم من ألف شهر، ويغفر الله فيها ما لا يغفر في غيرها من الليالي والأيام، وكذلك يغفر الله في أوله ووسطه وآخره.
فشهر رمضان هو شهر «العفو العام».
فمن لم يُشمل بالعفو فيه فهو الشقي حقاً.
**أقسام الصوم ومراتبه**
نظراً لأهمية الصوم في شهر رمضان المبارك، ودوره في بناء الإنسان المسلم، فقد قسّم علماء الأخلاق الصوم إلى ثلاثة أقسام هي:
1. الصوم العام.
2. الصوم الخاص.
3. الصوم خاص الخاص.
الصوم العام:
هو الكف عن المفطرات المذكورة في الكتب الفقهية والرسائل العملية من الأكل والشرب والكذب على الله ورسوله، والارتماس في الماء، والبقاء على الجنابة حتى الفجر، والتقيؤ عمداً وغيرها من الأمور التي إن لم يلتزم بها المرء لا يصدق عليه أنه صائم.
أما الصوم الخاص: -
وهو أرقى من الأوّل وأرفع درجة – فهو الكف عن المحرمات كلها إضافة إلى ما ذكر، أو ما يسمى بصوم الجوارح مثل: كف السمع عن محرمات السمع كالاستماع إلى الغيبة، وكف البصر عن محرماته كالنظر إلى المرأة الأجنبية بريبة، وكف اللسان عما لا يحل له كالكذب واغتياب الآخرين، وهكذا.
وأما الصوم خاص الخاص:
فلا يتوقف حتى عند هذا الحد بل يترقى ليشمل النوايا والفكر أيضاً. فالصائم في هذه المرتبة لا يقتصر على الكف عن المفطرات وعموم المحرمات فحسب بل لا يفكر فيها ولا تحدّثه نفسه بها.
أي أن هناك فريقاً من الناس لا يتورعون عن المعصية ويكفون عنها وعن المحرمات فحسب بل يتورعون عن التفكير فيها أيضاً، فهم يصومون عن المفطرات العامة، وتصوم جوارحهم عن ارتكاب الذنوب، كما تصوم جانحتهم عن التفكير فيها. وهذا صوم خاص الخاص. وهو أعلى مراتب الصوم وأقسامه.
أفضل الأعمال
إن أفضل الأعمال في شهر رمضان – كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله
– هو الورع عن محارم الله،
وهذا يتطلب ما يلي:
أولاً: معرفة المحرمات.
ثانياً: مطالعة الروايات التي عدّدت المحرمات، لأن كثيراً من هذه الروايات تؤثر في دفع الإنسان لترك المحرمات، بسبب توفرها على علل التحريم وكذلك العقوبات التي تنتظر مرتكبيها.
ثالثاً: الابتعاد عن كل المناهي؛ لأن من المناهي ما هو حرام ومنها ما هو مكروه، لاسيما إذا لم يتضح لنا بعد أن الأمر الفلاني مكروه أو حرام؛ فإن ذلك من مقتضيات الورع.
نعلق بعد هذه المقالة المختصرة لنقول:-
(من تساوى يوماه فهو مغبون فكيف بمن تساوى صيامه في شهر رمضان في العام الماضي وفي العالم الحالي فشهر رمضان مقبل فلنشد الحزام ولنفكر..
ماذا قدّمنا ؟
وماذا سنقدم ؟
وماذا تغير فينا من الصفات ؟
وهل نحن عازمين على ترك المعاصي والذنوب والأوبة إلى الله تعالى ..
عرض مغري أيها الأحبة يقدّم لنا في كل عام فهل نكن أذكياء ومميزين لنكون من الفائزين الغانمين ؟
أم نكون .......! ونكون من الخاسرين المخذولين ؟
فكّروووووووا
</BLOCKQUOTE>