الحـلـم:
كان الإمام من أعظم الناس حلماً، وأكظمهم للغيظ، فمن صور حلمه التي رواها المؤرّخون:
1ـ كانت له جارية تسكب على يديه الماء إذا أراد الوضوء للصلاة، فسقط الإبريق من يدها على وجهه الشريف فشجّه، فبادرت الجارية قائلة: إنّ الله عزّ وجلّ يقول: "والكاظمين الغيظ"، وأسرع الإمام قائلاً: "كظمت غيظي"، وطمعت الجارية في حلم الإمام ونبله، فراحت تطلب منه المزيد قائلة: "والعافين عن الناس"،فقال الإمام عليه السلام: "عفا الله عنك"، ثمّ قالت: "والله يحبّ المحسنين"، فقال عليه السلام لها: "إذهبي فأنت حرّة".
2ـ سبّه لئيمٌ، فأشاح عليه السلام بوجهه عنه، فقال له اللئيم: " إيّاك أعني..." وأسرع الإمام قائلاً: "وعنك أغضي..." وتركه الإمام ولم يقابله بالمثل.
3ـ ومن عظيم حلمه عليه السلام: أنّ رجلاً افترى عليه وبالغ في سبّه، فقال عليه السلام له: " إن كُنّا كما قلت فنستغفر الله، وإن لم نكن كما قلت فغفر الله لك...".